قال القرطبي:"أول من يحاسب أُمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فعن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يوم الْقِيَامَةِ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ من قَبْلِنَا ثُمَّ هذا يَوْمُهُمْ الذي فُرِضَ عليهم فَاخْتَلَفُوا فيه فَهَدَانَا الله فَالنَّاسُ لنا فيه تَبَعٌ الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ) [1] " [2] .
وأول ما يحاسب عليه العبد من أعماله حقوق الله، وأولها الصلاة، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم: (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله) [3] .
وأما أول ما يقضى بين الناس فهو في الدِّمَاء، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم: (وأول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء) [4] .
قال ابن حجر في شرح الحديث:"وَفِي الحَدِيث عِظَمُ أَمْر الدَّم، فَإِنَّ البُدَاءَةَ إِنَّمَا تَكُونُ بِالأَهَمِّ، وَالذَّنْب يَعْظُمُ بِحَسَبِ عِظَم الْمَفْسَدَةِ وَتَفْوِيت الْمَصْلَحَة،"
(1) صحيح البخاري، كتاب الجمعة، باب فرض الجمعة، رقم 836، 1/ 299، صحيح مسلم: كتاب الجمعة،
باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة، رقم 855، 2/ 586.
(2) التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ص 212.
(3) أخرجه الطبراني عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -. المعجم الأوسط، رقم 1859، 2/ 240.
(4) أخرجه البخاري ومسلم (واللفظ له) . صحيح البخاري: كِتَاب الدِّيَاتِ وقول اللَّهِ تَعَالَى: وَمَنْ يَقْتُلْ
مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ [النساء:93] ، رقم 6471، 6/ 21517، صحيح مسلم: كتاب القسامة، بَاب الْمُجَازَاةِ بِالدِّمَاءِ في الْآخِرَةِ وَأَنَّهَا أَوَّلُ ما يقضي فيه بين الناس يوم الْقِيَامَةِ، رقم 1678،3/ 1304.