الكلمات، وسنلتقط بعضاً من هذه الدرر المتناثرة في كتابه البصائر لمعرفة مدى تأثيره على هذا الكتاب.
فمن أسباب النزول ما أورده عن ابن عباس أنه قال [1] : عيروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باشتغاله بالنكاح والتكثر منه فأنزل الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد: 38] ، وعنه أيضاً [2] ، قالوا: يا رسول الله لو خوفتنا فنزلت: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45] .
وفي وجوب معرفة الناسخ والمنسوخ نقل قول ابن عباس:"من لم يعرف الناسخ والمنسوخ خلط الحلال بالحرام" [3] .
ومن أسماء السور ذكر الفيروزآبادي في بصيرة (براءة) أنَّ لها ثمانية أسماء:
الأَوَّل: (براءة) ، لافتتاحها بها.
والثَّاني: سورة (التوبة) ، لكثرة ذكر التوبة فيها، قال تعالى: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} [التوبة: 118] ، وقال تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ} [التوبة: 117] .
الثَّالث: (الفاضحة) ، لأن المنافقين افتضحوا عند نزولها.
الرابع: (المبعثرة) لأنها تبعثر أسرار المنافقين، وهذان الاسمان رويا عن ابن عباس (رضي الله عنهما) ، ويقصد الثالث والرابع [4] .
(1) ينظر: البصائر 1/ 266 - 267، بصيرة في الم.
(2) ينظر: البصائر: 5/ 239، بصيرة في وعد.
(3) البصائر 1/ 123، فيما هو شرط من معرفة الناسخ والمنسوخ.
(4) ينظر: البصائر 1/ 227 - 228، بصيرة في براءة من الله ورسوله.