فهرس الكتاب
الصفحة 536 من 737

وقال تعالى: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه:114] .

فتحريك الرسول لسانه بالقرآن لحفظه عند نزول الوحي من فطانته وذكائه، فقد أمره رب العزة بعدم التعجل لحين إتمام أجله [1] .

وكما يشهد لفطانته - صلى الله عليه وسلم - بمجاوبة القوم بالتي هي أحسن نحو قوله تعالى: ... {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125] .

فالمجادل يحتاج إلى حجة وبرهان ونباهة زائدة وفطانة كبيرة لإثبات الحق فكانت من صفاته ـ عليه الصلاة والسلام ـ ومع كل هذا كان معهم وباللطف والإحسان [2] .

ب ـ وشهادة ما يشهد لفطانة سيدنا إبراهيم - عليه السلام -، ومن ذلك شهادة الله له بقوة الحجة من كمال العقل، ومن تمام الفطانة مع البديهية الحاضرة قال تعالى: ... {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) } [الأنعام:83] .

فتمهيد قواعد الإيمان والتدرج بإقامة الحجج دليل على كمال العقل، ومن تمام الفطانة [3] ، ويشهد بهذا جداله مع النمرود عندئذ بهت النمرود ولم يجد جواباً، فسقط بذلك إدعاؤه الربوبية الذي كفر.

وأخيراً إذا عرفنا أن الفطانة صفة ثابتة من صفات الرسل عرفنا أيضاً بالبداهة أن

(1) ينظر: البصائر 4/ 278، بصيرة في قضى.

(2) ينظر: البصائر 2/ 373 ـ 374، بصيرة في الجدال.

(3) ينظر: البصائر 2/ 431، بصيرة في الحجة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام