فهرس الكتاب
الصفحة 505 من 737

ولكن كيف يتم تبليغ شريعة الله تعالى للناس الذين هم بحاجة إليها؟ لا بد أن يكون هناك فئة من البشر يفهم عنها البشر ما تقول، ولكنها في استعداداتها أعلى من البشر، تكون وساطة بين السماء والأرض حيث يلقى إليها الوحي فتقوم بتبليغ هذا الوحي إلى الناس، وتشرح لهم أهدافه ومراميه وهذه الفئة هو الرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ

قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد:25] [1] ، قال الطبري في تفسير هذه الآية:"لقد أرسلنا رسلنا بالمفصلات من البيان والدلائل وأنزلنا معهم الكتاب بالأحكام والشرائع، والميزان والعدل" [2] .

رابعاً: إعلام الإنسان بأنه مكلف ومسؤول ومُخَتَبر حتى لا تكون له حجة:

الإنسان في هذه الدنيا مكلف بأعمال يجب عليه أن يقوم بها، وهو مسؤول عما يعمله وهو موضوع في هذه الدار موضع الابتلاء والاختبار نحو قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك:2] ، {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء:35] .

فلِكي يعلم الإنسان أنه مكلف ومسؤول وأن حياته في هذه الدار حياة ابتلاء واختبار، لكي يعلم ذلك هو بحاجة إلى رسول يعلمه بذلك، ولولا أن الله أرسل إلى الناس الرسل مبشرين ومنذرين لكان لهم عذر وحجة عند ربهم يوم القيامة عند محاسبتهم على ما يفعلون، ولقالوا عند ذاك: يا ربنا لو أرسلت إلينا رسولاً لكُنّا

(1) ينظر: في ظلال القرآن 1/ 380 ـ 381.

(2) جامع البيان 11/ 688.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام