المطلب الثاني
هل أسماؤه تعالى توقيفية؟
أسماؤه تعالى توقيفية وهذا هو مذهب السلف ومن سار على نهجهم في أسمائه الحسنى وصفاته العلى، فلا يجوز أن يسمى الله تعالى بغير ما سمى به نفسه، أو سماه به رسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنها من الأمور الغيبية الموقوفة على خبر الصادق - صلى الله عليه وسلم - عن ربه تعالى لا يسعها الاجتهاد، ولا يدخل فيها القياس وتحكيم العقل فيها، ولم يختلف المتكلمون في إثبات أسمائه تعالى المنصوص عليها وإنما اختلفوا في بعضها غير أن الاختلاف عندهم هو في (الصفات) التي تعتبر من أعقد مباحثهم الكلامية.
قال ابن حجر العسقلاني:"قال الفخر: المشهور عن أصحابنا انها توقيفية ... وقال أبو القاسم القشيري: الأسماء تؤخذ توقيفاً من الكتاب والسنة والإجماع" [1] .
قال أبو سليمان الخطابي:"ومن علم هذا الباب: اعني: الأسماء والصفات ومما يدخل في أحكامه، ويتعلق به من شرائط انه لا يجاوز فيها التوقيف، ولا يستعمل فيها القياس" [2] .
وقال ابن قدامة:"الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه أو صح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وترك التصرف بالرد والتأويل" [3] .
وذكر البغدادي في بيان الأصول التي أجمع عليها أهل السنة منها قوله: ..."وقالوا في الركن الخامس: وهو الكلام في أسماء الله وأوصافه: أن مأخذ أسماء الله"
(1) أسماء الله الحسنى للغصن ص 34.
(2) شأن الدعاء: أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي، دار لثقافة العربية ـ دمشق، الطبعة الأولى، تحقيق: أحمد يوسف الدقائق ص 111.
(3) كتاب الاعتقاد: الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامه المقدسي، مطبعة مكتبة، تحقيق: عادل عبد المنعم أبو العباس، القاهرة، ص 21 ـ 23.