من العزيز ومناة من المنان قاله ابن عباس وقتادة الثاني بالزيادة فيها الثالث بالنقصان منها كما يفعله الجهال الذين يخترعون أدعية يسمون فيها الله تعالى بغير أسمائه [1] .
ولأنها لو لم تدل على معان وأوصاف لم يجز أن يخبر عنها بمصادرها ويوصف بها، وكان الله تعالى أخبر عن نفسه بمصادرها، وأثبتها له رسوله - صلى الله عليه وسلم - كقوله تعالى: ... {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) } [الذاريات:58] فعلم أن (القوي) من أسمائه ومعناه الموصوف بالقوة، وكذلك قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10] فالعزيز من له العزة فلولا ثبوت القوة والعزة لم يسم قوياً عزيزاً [2] .
ثانياً: الأدلة من السنة النبوية:
وردت أحاديث عديدة تبين أَنَّ لله تعالى أسماءً حسنى، أورد منها:
ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلاّ وَاحِداً مَنْ أَحْصَاهَا دَخَل الْجَنَّةَ) [3] .
وفي رواية للبخاري: (لا يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إلاّ دَخَلَ الْجَنَّةَ وهو وَتْرٌ يُحِبُّ ... الْوَتْرَ) [4] .
وفي رواية للإمام مسلم وابن ماجه (من حفظها دخل الجنة) [5] .
(1) الجامع لأحكام القرآن 7/ 328.
(2) ينظر: التفسير الكبير 15/ 54 ـ 55، ومدارج السالكين 1/ 28 - 29.
(3) صحيح البخاري، كتاب الشروط، باب ما يجوز من الاشتراط، رقم 2585، 2/ 981.
(4) صحيح البخاري: كتاب الدعوات، باب لله مئة اسم غير واحدة، رقم 6047، 5/ 2354.
(5) صحيح مسلم: كتاب الذكر والدعاء، باب في أسماء الله، رقم 2677، 4/ 2062، سنن ابن ماجه: كتاب الدعاء، باب أسماء الله عز وجل، رقم 3861، 2/ 1269.