فهرس الكتاب
الصفحة 408 من 737

وقال الإمام الطبري:"وأما القول في الاسم أهو المسمى أم غير المسمى؟ فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيتبع، ولا قول من إمام فيستمع، فالخوض فيه شين، والصمت عنه زين، وحسب امرئ من العلم به، والقول فيه أن ينتهي إلى قول الله عز وجل ثناؤه الصادق وهو قوله: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء:110] ، وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180] " [1] .

وتوقف فيه من علماء العربية أبو العباس المبرد [2] .

"وقال ثعلب لما سئل عن قوله فيه، قال: ليس لي فيه قول" [3] .

ويبدو أَنَّ هذه المقولة إنما ظهرت كرد فعل لمقولة الجهمية والمعتزلة في أَنَّ الاسم غير المُسَمَّى، واستدل القائلون بهذه المقولة بأدلة، منها [4] :

1 ـ قوله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78) } [الرحمن:78] ، وهذه صفة للمُسَمَّى، لا صفة لما هو قول أو كلام.

2 ـ وقوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) } [الأعلى:1] ، فإنَّ المُسَبَّحَ هو المُسَمَّى، وهو الله تعالى.

(1) صريح السنة: محمد بن جرير الطبري أبو جعفر، ت 310هـ، تحقيق: بدر يوسف المعتوق، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي - الكويت، الطبعة الأولى 1405هـ، ص 26.

(2) لسان العرب 14/ 402، مادة (سما) .

(3) تهذيب اللغة 13/ 117، مادة (سما) .

(4) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية، قاعدة في الاسم والمسمى 6/ 190 ـ 191، نقلاً عن ابن فورك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام