فهرس الكتاب
الصفحة 37 من 737

النظام الاقتصادي للبلد، والى تضييع الأموال، وإضعاف التنمية فيه [1] .

وقد عايش الفيروزآبادي هذه الأوضاع، ولم يكن بعيداً عنها، إلاّ أنَّ قربه من الملوك ومكانته لديهم خففت عليه بعض الصعوبات التي نالت غيره.

ثالثاً: الحالة العلمية:

على الرغم من الاضطراب الذي أصاب البلاد الإسلامية، وكثرة حملات الدمار التي تعرضت لها، وما أصاب العلم والعلماء، إلاّ أنَّ الحركة العلمية شهدت انتعاشاً ملحوظاً في الفترة ما بين القرن الثامن والتاسع الهجري وعلى الخصوص في مصر والشام، فقد انتقل إليها العديد من العلماء ومن شتى بقاع المعمورة، فكان لتشجيع المماليك أثره في تنشيط الحركة الثقافية في هذه البلاد، وذلك لتعزيز مكانتهم ونفوذهم من خلال تعظيمهم لأهل العلم من مفسرين ومحدثين وفقهاء وغيرهم، بالإضافة إلى غيرة السلاطين وشعورهم بأنهم القوة الوحيدة المدافعة عن بلاد المسلمين [2] .

وكذلك شعور العلماء بواجبهم وتنافسهم في أدائه بالتأليف والمناظرات ونشر العلم والمعرفة بين طلابهم، وكان للمكانة المرموقة التي يتبوؤها العلماء والفقهاء في

(1) ينظر: عصر سلاطين المماليك 2/ 280، و الحافظ العراقي وجهوده في الحديث وعلومه: عبد الرزاق احمد عبد الرزاق، أطروحة دكتوراه مقدمة إلى مجلس كلية العلوم الإسلامية ـ بغداد، 1415هـ ـ 1994م، إشراف الأستاذ الدكتور عبد الستار حامد الدَّبَّاغ ص 23.

(2) ينظر: النجوم الزاهرة 7182، والمواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية: تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي بن عبد القادر العبيدي المقريزي، ت 854هـ، 3/ 347 - 348، والسلوك ج2 / ق1/ 524 - 525.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام