فهرس الكتاب
الصفحة 368 من 737

وأرى أَنَّ هذا ليس من أوجه هذا الجسم المخروط، بل خروج الشعاع على هيأة خط مستقيم واحد كما ذكره يدلُّ على أنها حالة ثانية للقول بالشعاع غير حالة المخروط.

ج ـ إِنَّ الهواء الذي بين العين والمرئي يتكيف بكيفية الشعاع الذي فيها، ويصير الكل آلة في الإبصار [1] .

3 ـ إِنَّ الرؤية تكون بمقابلة المستنير للعضو الباصر الذي فيه رطوبة صقيلة، فإذا وجدت هذه الشروط، مع زوال المانع، يقع للنفس علم إشراقي حضوري على المبصر، فتدركه النفس مشاهدة ظاهرة جلية [2] .

ونقل الجرجاني عن الرازي قولاً يرى فيه بطلان الأوجه الثلاثة، وما يراه الصواب، فيقول:"قال الإمام الرازي في المباحث المشرقية: حاصل هذا الكلام في هذا المقام أن نقول: إِنَّا نعلم علماً ضرورياً بأنَّ العين على صغرها لا يمكن أن تحيل نصف كرة العالم إلى كيفيتها، ولا أن يخرج منها ما يتصل بنصف كرته، ولا أن يدخل فيها صورة نصفه، فالمذاهب الثلاثة ظاهرة الفساد بتأمل قليل في هذا الذي ذكرناه، وإِنِّي لأتعجب من اشتهارها فيما بين الناس، وإقبالهم على قبولها، قال: ومن المحتمل أن يقال: الإبصار شعور مخصوص، وذلك الشعور حالة إضافية، فمتى كانت الحاسة سليمة، وسائر الشرائط حاصلة، والموانع مرتفعة حصلت للمبصر هذه الإضافة"

(1) المواقف للإيجي بشرح السيد الشريف 7/ 195.

(2) شرح المقاصد للتفتازاني 2/ 18.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام