فهرس الكتاب
الصفحة 366 من 737

وقال ابن منظور:"قال اللحياني: قال الكسائي: اجتمعت العرب على همز ما كان من رأيت واسترأيت وارتأيت في رؤية العين، وبعضهم يترك الهمز وهو قليل، قال: وكل ما جاء في كتاب الله مهموز وأنشد فيمن خفف:"

صاح هل ريت أو سمعت براع ... رد في الضرع ما قرى في الحلاب" [1] "

ومن خلال هذه التعاريف يمكن القول بأنَّ الرؤية في اللغة تتناول أمرين: رؤية بصر، ورؤية بصيرة، والتي يعبر عنها بتعاريف مختلفة، منه القلب والعقل، فهي ليست خاصة برؤية البصر.

ثانياً: تعريف الرؤية في الاصطلاح الشرعي:

اختلف المتكلمون والفلاسفة في تحديدها على عدة وجوه، هي:

1 ـ انطباع شبح المرئي في جزء من الرطوبة الجليدية التي تشبه البرد والجمد.

وهذا ما ذهب إليه أرسطو [2] وأتباعه.

وقد صوروا هذا المعنى في تشبيه واضح فقالوا: إِنَّ الرطوبة الجليدية مثل المرآة، إذا قابلها متلون مضيء انطبع مثل صورته فيها، كما ينطبع مثل صورة الإنسان في المرآة، لا بأن ينفصل من المتلون شيء ويمتد إلى العين، بل أن يحدث مثل صورته في

(1) لسان العرب 14/ 292 ـ 293، مادة (راي) .

(2) أرسطو هو أشهر فلاسفة اليونان الأقدمين، دعاه الفلاسفة بـ (أمير الفلسفة) ، وهو مع هذا يُعَدُّ أكبر عقل ظهر في السابقين من الفلاسفة، ولد في أسطاغيرا من مقدونيا سنة 384 ق0م، وتوفي سنة 322 ق0م، تعاطى في أول حياته صناعة الطب طلباً للعيش، وألف فيه كتاباً اسمه (الصحة والمرض) . وفلسفته أساسها المحسوسات والمشاهدات وقواعد التجارب والمقارنات، ويلقب بـ (المعلم الأول) ؛ لأنه أول من وضع التعاليم المنطقية، وله عدة مؤلفات. ينظر: دائرة معارف القرن العشرين: محمد فريد وجدي، المطبعة المنيرية ـ بيروت، الطبعة الثالثة 1994م،1/ 164 ـ 165.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام