فهرس الكتاب
الصفحة 353 من 737

أما الإمام الرازي فقد قال في تفسير قوله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [البينة:8] :"اختلفوا في قوله: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} ، فقال بعضهم معناه رضي أعمالهم وقال بعضهم المراد رضي بأن يمدحهم ويعظمهم قال لأنَّ الرِّضَى عن الفاعل غير الرِّضَى بفعله وهذا هو الأقرب وأما قوله: {وَرَضُوا عَنْهُ} فالمراد أنه رضوا بما جازاهم من النعيم والثواب" [1] .

أما الفيروزآبادي فيقول:"ورِضا العبدِ عن الله تعالى أَلاَّ يكره ما يجرى به قضاؤُه. ورضا الله تعالى عن العبد أَن يراه مؤتمرًا لأَمر منتهيًا عن نهيه. والرّضوان: الرِّضَى الكبير. ولما كان أَعظم الرِّضَى رضا اللهِ تعالى خُصَّ لفظ الرِّضوان في القرآن بما كان من الله تعالى" [2] ، ثم ساق آيات الرِّضَى، ومنها قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح:18] ، وقوله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المائدة:119] [3] .

ثانياً: العجب:

وردت في القرآن الكريم آيات بينات تتحدث عن صفة العجب، وكذلك وردت أحاديث نبوية بهذا الشأن.

ورد العجب في القرآن باشتقاقات عديدة، منها: (يعجبك، أعجبتكم، أعجبكم، أعجبك، أوَعَجِبْتُم، تعجبك، عَجَباً، عَجِبْتَ) ، ومن هذه الآيات: قوله

(1) التفسير الكبير 32/ 53.

(2) البصائر 3/ 77، بصيرة في الرضى.

(3) ينظر: المصدر نفسه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام