المطلب الأوَّل
ما جاء في النَّفس
النفس لغة: النون والفاء والسين أصلٌ واحد يدلُّ على خُروج النَّسيم كيف كان، من ريح أو غيرها، والنَّفْس: الدَّم، وهو صحيح، وذلك أنَّه إذا فُقِد الدّمُ من بَدَنِ الإنسان فَقَدَ نَفْسَه [1] ، وكذا قالوا: النَّفْس الرُّوحُ [2] .
النفس اصطلاحاً: هي الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية وسماها الحكيم الروح الحيوانية فهو جوهر مشرق للبدن فعند الموت ينقطع ضوؤه عن ظاهر البدن وباطنه [3] .
أمَّا المراد بالنفس كإحدى الصفات الخبرية فقد عَرَّفها البيهقي بقوله:"وَمَعْنَى قَوْلِ مَنْ قَالَ: اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِنَّهُ نَفْسٌ، إِنَّهُ مَوْجُودٌ ثَابِتٌ غَيْرُ مُنْتَفٍ، وَلا مَعْدُومٍ، وَكُلُّ مَوْجُودٍ نَفْسٌ، وَكُلُّ مَعْدُومٍ لَيْسَ بِنَفْسٍ وَالنَّفْسُ فِي كَلامِ الْعَرَبِ عَلَى وُجُوهٍ فَمِنْهَا: نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ مُجَسَّمَةٌ مُرَوَّحَةٌ."
وَمِنْهَا: مُجَسَّمَةٌ غَيْرُ مُرَوَّحَةٍ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ هَذَيْنِ عُلُوًّا كَبِيرًا.
وَمِنْهَا: نَفْسٌ بِمَعْنَى إِثْبَاتِ الذَّاتِ كَمَا تَقُولُ فِي الْكَلامِ: هَذَا نَفْسُ الأَمْرِ، تُرِيدُ إِثْبَاتَ الأَمْرِ لا أَنَّ لَهُ نَفْسًا مَنْفُوسَةً أَوْ جِسْمًا مُرَوَّحًا، فَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى يُقَالُ فِي اللهِ سُبْحَانَهُ إِنَّهُ نَفْسٌ، لا أَنَّ لَهُ نَفْسًا مَنْفُوسَةً أَوْ جِسْمًا مُرَوَّحًا، وَقَدْ قِيلَ فِي
(1) معجم مقاييس اللغة 5/ 369، مادة (نفس) .
(2) لسان العرب 6/ 233، مادة (نفس) .
(3) التعريفات ص 312.