فهرس الكتاب
الصفحة 270 من 737

المطلب الثالث

صفة البقاء

قال اللقاني:"وتعني امتناع لحوق العَدَم لوجوده سبحانه وتعالى؛ لأنَّ ما ثبت قِدَمُهُ استحال عَدَمُهُ" [1] .

وتعرف أيضاً بأنها:"عبارة عن سلب العدم اللاحق للوجود، أو عبارة عن عدم الآخرية للوجود، أو استمرار الوجود في المستقبل إلى غير نهاية، كما معنى القِدَم في حقه تعالى استمرار الوجود في الماضي إلى غير غاية" [2] .

الأدلة العقلية والنقلية على اتصافه تعالى بالبقاء:

أولاً: الدليل العقلي:

"إِنّه لو قدر لحوق العَدَم له ـ تعالى عن ذلك عُلُوّاً كبيراً ـ لكانت ذاته العلية تقبل الوجود والعدم، ولكن قبوله جَلَّ وَعَلا للعدم محال، إذ لو قبله لكان هو والوجود بالنسبة إلى ذاته سيان، إذ القبول للذات نفسي لا يختلف، فيلزم افتقار وجوده إلى مُوجِدٍ يرجحه على العدم الجائز فيكون حادثاً، وقد وجب بالبرهان القطعي وجوب قِدَمِهِ، فبطل لحوق العدم، ووجب له البقاء" [3] .

(1) إتحاف المريد بجوهرة التوحيد ص 152.

(2) شرح أم البراهين للسنوسي مع حاشية الدسوقي ص 77 ـ 78.

(3) المصدر نفسه ص 77 ـ 78، وينظر: المدرسة الأشعرية ص 99.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام