فهرس الكتاب
الصفحة 269 من 737

ثانياً: الدليل النقلي:

قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) } [الحديد:3] ، قال الفيروزآبادي حول موضع الدلالة في هذه الآية:"بمعنى الأزلي الذي لا بداية له ولا نهاية" [1] .

أَمَّا الفيروزآبادي مع أَنَّه لم يذكر صفة القِدَم فإِنَّهُ أشار إلى ذلك في بصيرة في قدم، فقال:"والقِدَم: ضدّ الحدوث ... والتقدّم على أَربعة أَوجه ... وذلك إِما باعتبار الزَّمانين، وإِمّا بالشرف، وإِما لما لا يصحّ وجود غيره إِلاَّ بوجوده، كقوله: الواحد متقدّم على العدد، بمعنى أَنه لو تُوهِّم ارتفاعه لارتفع الأَعداد."

والقِدَم: وجودٌ فيما مضى، والبقاءُ: وجود فيما يستقبل. ولم يرد في التنزيل ولا في السنَّة ذكر القديم في وصف الله تعالى، والمتكلِّمون يصفونه به، وقد ورد في وصف الله سبحانه وتعالى: (يا قديم الإِحسان) [2] . وأَكثر ما يستعمل القديم يستعمل باعتبار الزمان؛ نحو قوله تعالى: ... {كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس:39] " [3] ."

(1) البصائر 2/ 89، بصيرة في الآخرة.

(2) مفردات ألفاظ القرآن ص 660، ولم أقف على تخريج هذا القول في كتب الحديث الشريف التي بين يَدَيَّ.

(3) البصائر 4/ 248 ـ 249، بصيرة في قدم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام