فهرس الكتاب
الصفحة 216 من 737

2 ـ وتعريف الجرجاني، والمناوي بأنها:"عبارة عن تجلي الذات، والعناية"

السابقة لإيجاد المعدوم، أو إعدام الموجود" [1] ."

3 ـ أما الفيروزآبادي فقد قال فيها:"قيل: هو ما صحّ أَن يُعلم ويُخبر عنه. وعند كثير من المتكلِّمين: اسم مشترك المعنى؛ إِذ استعمل في الله وفى غيره، ويقع على الموجود والمعدوم. وعند بعضهم عبارة عن الموجود. وأَصله مصدر شاءَ، فإِذا وُصِف الله تعالى به فمعناه شاءٍ وإِذا وُصِف به غيره فمعناه المَشِيءُ، على الثَّاني قوله تعالى: ... {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الرعد:16، الزمر:62] فهذا على العموم بلا مَثْنَويّة؛ إِذْ كان الشيء ههنا مصدرًا في معنى المفعول. وقوله: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً} [الأنعام:19] هو بمعنى الفاعل. والمشيئة عند أَكثر المتكلَّمين كالإِرادة سواء، وعند بعضهم أَنَّ المشيئة في الأَصل إِيجاد الشيء وإِصابته، وإِن كان قد يستعمل في التعارف موضع الإِرادة. فالمشيئة من الله تعالى الإِيجاد، ومن الناس الإِصابة. والمشيئة من الله تقتضى وجود الشيء [2] ، ولذلك قيل: ما شاءَ الله كان وما لم يشأ لم يكن، والإِرادة لا تقتضى وجود المراد لا محالة؛ أَلا ترى أَنَّه قال: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185] ."

(1) التعريفات ص 277، وينظر: التوقيف على مهمات التعاريف: محمد عبد الرؤوف المناوي، ت 1031هـ، دار الفكر المعاصر ـ بيروت، الطبعة الأولى 1410هـ، تحقيق: الدكتور محمد رضوان الداية، ص 658.

(2) قال الراغب الأصفهاني:"المشيئة أخص من الإرادة". كتاب الاعتقاد للراغب الأصفهاني، ص 304.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام