وقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت:12] ، إِشارة إِلى إِيجاده الإِبداعيّ والفراغ منه.
وقوله: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} [الشورى:14] أي لفُصِل بينهم.
ومن الفِعل البَشَرِيّ قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ} ... [البقرة:200] ، وقوله: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ} [يونس:71] أي: افرُغوا من أَمركم.
وعُبر عن الموت بالقضاء، فيقال: قضى نَحْبَه، كأَنه فصل أَمره المختصّ به من دنياه، وقوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب:23] " [1] ."
ثم توسع في بيان معنى القضاء في اللغة ولم يخالف مَنْ سبقوه من أهل اللغة، واستشهد بآيات من القرآن الكريم، وبأشعار العرب ما يؤيد صحة وقوة ما ذهب إليه [2] .
ثانياً: تعريف القدر لغة: قال ابن فارس:"قدر: القاف والدال والراء أصل صحيح يدل على مبلغ الشيء وكنهه ونهايته، فالقدر مبلغ كل شيء، يقال: قدره كذا أي: مبلغه" [3] .
وقال ابن منظور:"قدر القدير و القادر من صفات الله عز وجل يكونان من القدرة ويكونان من التقدير وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:20] "
(1) البصائر 4/ 275، بصيرة في قضى.
(2) ينظر: البصائر 4/ 275ـ 279، بصيرة في قضى.
(3) معجم مقاييس اللغة 5/ 62، مادة (قدر) .