المطلب الثالث
تعريف الكفر
أصل الكُفْرِ في لغة العرب الستر والتغطية، ومنه قول الشاعر [1] : في ليلة كفر النجوم غمامها، أي سترها [2] .
أولاً: الكفر في اللغة: هو ستر الشيء، ووُصِفَ به الليل لستره الأشخاص، والمزارع لستره البذر، وليس ذلك باسم لهما [3] .
قال الجوهري:"والشرك أيضاً: الكفر، وقد أشرك فلان بالله فهو مشركٌ ... ومُشْرِكِيٌّ 000 قال الراجز: ومُشْرِكِيٌّ كافرٌ بالفُرَقِ، أي: الفرقان" [4] .
ثانياً: الكفر في الاصطلاح الشرعي: قال ابن تيمية:"الكفر: عدم الإيمان باتفاق المسلمين، سواء اعتقد بنقيضه وتكلم به، أو لم يعتقد شيئاً ولم يتكلم" [5] .
وقال السبكي:"هو جحد الربوبية، أو الوحدانية، أو الرسالة، أو قول فعل حكم"
(1) الشاعر هو لبيد بن أبي ربيعة. ينظر: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيزالمعروف بـ (تفسير ابن عطية) : أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي، ت 546هـ، دار الكتب العلمية - لبنان، الطبعة الأولى1413هـ ـ 1993م، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد 1/ 76.
(2) ينظر: لسان العرب 5/ 144، مادة (كفر) ، والجامع لأحكام القرآن 1/ 126، ومختار الصحاح ص 239، مادة (كفر) ، والبصائر 4/ 361، بصيرة في كفر، وفتح القدير 1/ 38، والمعجم الوسيط: إبراهيم مصطفى وأحمد الزيات وحامد عبد القادر ومحمد النجار، دار الدعوة، تحقيق: مجمع اللغة العربية، 2/ 797 ـ 798.
(3) ينظر: لسان العرب 5/ 144، مادة (كفر) ، ومفردات ألفاظ القرآن ص 714، مادة (كفر) ، والبصائر 4/ 361، بصيرة في كفر.
(4) الصحاح ص 239، مادة (شرك) .
(5) مجموع الفتاوى لابن تيمية 2/ 568.