أَمَّا منهج الفيروزآبادي ونظرته إلى تعريف الإسلام فإنه بدأ أولاً باستعراض معنى الإسلام كما ورد في القرآن الكريم، وساق الآيات، فقال:"ورد في القرآن على ثلاثة أوجه:"
الأول: بمعنى الإخلاص: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ} [البقرة: 131] ، أي: أَخْلِصْ.
الثاني: بمعنى الإقرار: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ} [آل عمران: 83] ، أي: أَقَرَّ له بالعبودية.
الثالث: بمعنى الدِّين: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] ، ... {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] " [1] ."
وأمَّا بخصوص تعريف الإسلام في الاصطلاح الشرعي، فقد أورد الفيروزآبادي قول الراغب الأصفهاني في المسألة، وقال نقلاً عنه:
"الإسلام في الشرع على ضربين:-"
أحدهما دون الإيمان. وهو الاعتراف باللسان، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ حَصَلَ معه الاعتقاد، أو لم يحصل، وإيَّاه قصد بقوله: {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} ... [الحجرات: 14] .
والثاني فوق الإيمان. وهو أن يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب، ووفاء بالفعل، وقوله: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} [يوسف: 101] ، أي: اجعلني ممن استسلم لرضاك، ويجوزأن يكون معناه: اجعلني سالماً عن كيد الشيطان إذ قال: {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 82] . وقوله: {إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ} [النمل:
(1) البصائر 2/ 183، بصيرة في الإسلام.