ومرة أخرى في بصيرة في (يقن) ، فقال:"وقال الشيخ أَبو إِسماعيل الأَنصاريّ رحمه الله: اليقين مَرْكَبُ الآخِذِ في هذا الطَّريق، وهو غاية درجات العامّة وأَوّل خطوة للخاصة، لمَّا كان اليقين هو الذي يحمل السّائر إِلى الله، كما قال أَبو سعيد الخرّاز رحمه الله: العلمُ ما اسْتَعْمَلك، واليَقِينُ ما حَمَلَك وسَمّاهُ مَرْكباً يركبه السائر إِلى الله، فإِنَّه لولا اليقين ما سار الراكب إِلى الله، ولا ثَبَتَ لأَحدِ قَدَمٌ في السّلوك؛ وإِنَّما جعله آخِرَ درجات العامّة لأَنَّهم إِليه ينتهون" [1] .
رابعاً: ابن قَيِّم الجوزيَّة [2] :
هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي، أبو عبد الله شمس الدين بن قيم الجوزية، ولد سنة 691هـ.
تتلمذ على أكثر علماء عصره، ودرس الفقه، والتفسير، والتوحيد، واللغة العربية، والتاريخ، وعنى عناية خاصة بدراسة الفرق الإسلامية برعاية شيخه ابن تيمية، أخذ عنه الكثير، ولازمه طوال حياته، وكان ينتصر له في جميع ما يصدر عنه.
كان ابن القَيِّم (رحمه الله تعالى) حسن الخلق، محبوباً عند الناس، له تصانيف كثيرة تزيد على عشرين مصنفاً، منها:
1 ـ اجتماع الجيوش الإسلامية.
2 ـ إِعلام الموقعين.
3 ـ حادي الأرواح.
(1) البصائر 5/ 400 بصيرة في يقن.
(2) ينظر ترجمته في: الدرر الكامنة 5/ 137 ـ 140، وطبقات المفسرين للداودي ص 284.