فهرس الكتاب
الصفحة 221 من 344

وَكَذَا يَوْمًا لَا تُصَلِّي للهِ سَجْدَةً) (1) فصار تركُ الطاعةِ -ولو كان بأمرٍ خارجٍ عن الإرادةِ- مؤثِّرًا على الإيمانِ، فكيف بتَرْكِ النوافِلِ التي يُسَنُّ فِعْلُها، وقد قال أحمدُ:"إذا عَمِلْتَ الخيرَ زادَ، وإذا ضَيَّعْتَ نَقَصَ" (2) ، ونقَلَ صالحٌ عن أبيه أحمدَ:"نُقْصَانُهُ بتَرْكِ العَمَل" (3) .

* زوال الإيمان وكماله:

والإيمانُ ينقُصُ حتَّى يَزُولَ كُلُّه، ويَزِيدُ ولكنْ لا يبلُغُ أحدٌ مرتبةَ الكمالِ التامِّ، والكمالُ ممكِنٌ لكنَّه لا يحصُلُ في الناسِ؛ فإمكانُ الشيءِ شيءٌ، وحصولُهُ شيءٌ آخَرُ، واستثنى إسحاقُ الأنبياءَ؛ فرَأَى أنه يُشهَدُ لهم باستكمالِ الإيمانِ، وبُلوغِ غايتِه، ولكن الأنبياء يتفاضَلُون فيما بينهم في الإيمانِ المستحَبِّ؛ ولهذا قال مالِكٌ:"ليس للإيمانِ مُنتَهًى؛ هو في زيادةٍ أبدًا" (4) .

وقال سَلْمانُ الفارِسِيُّ:"لو تقطَّعْتَ أعضاءً، ما بَلَغْتَ الإيمانَ!" (5) .

* نُقصان الإيمان عند مالك:

ولا يَختلِفُ القولُ عن مالكِ بنِ أنَسٍ في زيادةِ الإيمانِ، وله في نقصانِهِ روايتانِ:

الأولى: القولُ بنقصانِهِ؛ وقد حكاها عنه ابنُ نافعٍ، ومحمَّدُ بنُ

(1) البخاري (304) ، ومسلم (80) من حديث أبي سعيد، ومسلم (79) من حديث ابن عمر، و (80) من حديث أبي هريرة.

(2) "السُّنَّة"للخلال (1013) .

(3) "مسائل أحمد" (681 و 1519) .

(4) "السُّنَّة"لعبد الله (687 و 737) .

(5) "تعظيم قدر الصلاة" (801) ، و"السُّنَّة"للخلال (1547) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام