بالأئمَّةِ إلى المؤلِّفِ أبي محمَّدِ بنِ أبي زيدِ القَيْرَوانيِّ (1) .
الوجهُ الثاني: تأوَّلوا معناها بتأويلِ إعرابِها، والمقصودِ منها؛ فجعَلُوا عُلُوَّ اللهِ: عُلُوَّ قَهْرِ وقَدْرٍ، وتأوَّلوا عُلُوَّ الذاتِ في كلام ابنِ أبي زَيْدٍ بتأويلَيْنِ:
الأوَّل: أنَّهم جعَلُوا لفظةَ"المَجِيدِ"صفةً لله، لا للعَرْشِ؛ فرَأَوْا أنَّه قد تَمَّ الكلامُ بقولِه:"فَوْقَ عَرْشِهِ"، وقولُهُ:"المَجِيدُ بِذَاتِهِ"كلامٌ مستأنَفٌ؛ فجعَلُوا المعنى: أنَّ اللهَ مَجِيدٌ بذاتِه، لا مستَحِقٌّ للمَجْدِ بغيرِه؛ فكان الكلامُ يتضمَّنُ صفتَيْنِ: صفةَ الاستواءِ، وصفةَ المَجْدِ لله، ولكنَّهم تأوَّلوا قولَه:"بذاتِهِ": أنَّه سبحانَهُ استَوَى بذاتِهِ بلا مُعِينٍ مِن مالٍ وأَعْوانٍ.
الثاني: أنَّهم جَعَلُوا اسمَ"المجيدِ"بالكَسْرِ صفةً للعَرْشِ، ولكنْ جعلوا الباءَ في قولِه:"بِذَاتِهِ"بمعنى"في"؛ يعني: في ذاتِهِ؛ يعني: أنَّ العَرْشَ عظيمٌ في ذاتِه.
(1) صورة للمخطوط عليه سماع مسلسل بالأئمة وفيه إثبات قول ابن أبي زيد: (بذاته) .