عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اسمعوا وأطيعوا، وإن استُعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة(1 ) ) ، رواه البخاري (2) .
وفي رواية قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر -رضي الله عنه-: (اسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة) ، متفق عليه (3) .
ولفظ مسلم: قال أبو ذر: إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدًا مجدَّع الأطراف (4) .
وعن أم الحصين -رضي الله عنها- أنها سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب في حجة الوداع، وهو يقول: (ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا) ، رواه مسلم (5) .
(1) واحدة الزبيب المعروف، الكائن من العنب إذا جف، قيل شبهه بذلك: لصغر رأسه، وذلك معروف في الحبشة، وقيل: لسواده، وقيل: لقصر شعر رأسه وتفلفله. [انظر: الفتح (13/ 122) ، و (2/ 187) ] .
(2) صحيح البخاري: كتاب الأحكام، باب: السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية (6/ 2621) ح (6723) ، وأخرجه أيضًا في كتاب: الجماعة والإمامة، باب: إمامة العبد والمولى (1/ 246) ح (661) .
(3) البخاري: كتاب الجماعة والإمامة، باب: إمامة المفتون والمبتدع (1/ 247) ح (664) ، ومسلم: كتاب الإمارة، باب: وجوب طاعة الأمراء من غير معصية (12/ 467) ح (1837) .
(4) "يعني: مقطوعها، والمراد: أخس العبيد، أي: اسمع وأطع وإن كان دنيء النسب، حتى لو كان عبدًا أسود مقطوع الأطراف" [شرح النووي على مسلم (12/ 467) ، وانظر: المفهم (4/ 37) ] .
(5) صحيح مسلم: كتاب الإمارة، باب: وجوب طاعة الأمراء من غير معصية =