اختلف أهل العلم في هذا الحديث على عدة أقوال، أشهرها:
القول الأول: أن هذا الرجل قد شك في قدرة الله تعالى على جمعه بعد تحريقه وطحنه وتفرق أجزائه، كما شك في إحيائه وبعثه بعد ذلك، لكنه كان جاهلًا، ومن جهل صفة من صفات الله تعالى وآمن بسائر صفاته وعرفها لم يكن بجهله بعض صفات الله تعالى كافرًا، إنما الكافر من عاند الحق لا من جهله (1) .
وإلى هذا ذهب ابن قتيبة والخطابي وابن حزم (2) ، وابن عبد البر (3) ، وابن تيمية وابن القيم (4) ، وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (5) ،
(1) انظر: التمهيد لابن عبد البر (18/ 42) ، وكشف المشكل لابن الجوزي (3/ 156) .
(2) انظر: الفصل (2/ 271 - 272) .
(3) انظر: التمهيد (18/ 46) .
(4) انظر: مدارج السالكين (3/ 367) .
(5) انظر: مجوعة الرسائل والمسائل النجدية (1/ 248) ، وعبد الله هو: ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، من فقهاء الحنابلة، ولد ونشأ بالدرعية، وتفقه على أبيه وغيره، وبرع في التفسير والعقائد وعلوم العربية، ولما توفي والده خلفه في أعماله الكبيرة، ومهامه الجليلة، فكان مرجع العامة والخاصة في وقته، له مؤلفات ورسائل وفتاوى، منها ما هو مبثوث في الدرر السنية، توفي -رحمه الله- سنة (1244) في مصر حيث اعتقله إبراهيم باشا بعد استيلائه على الدرعية، وأرسله إليها. [انظر: عنوان المجد (1/ 188) ، وعلماء نجد (1/ 169) ، والأعلام (4/ 131) ، والسحب الوابلة (2/ 256) مما استدركه المحقق] .