وقال ابن القيم -رحمه الله تعالى-:"الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر، ولا تحد بعدد، فإن لله تعالى أسماءً وصفاتٍ استأثر بها في علم الغيب عنده، لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل ... وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة) ، فالكلام جملة واحدة، وقوله: (من أحصاها دخل الجنة) صفة لا خبر مستقل، والمعنى: له أسماء متعددة من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة، وهذا لا ينفي أن يكون له أسماء غيرها، وهذا كما تقول: لفلان مائة مملوك قد أعدهم للجهاد، فلا ينفي هذا أن يكون له مماليك سواهم معدون لغير الجهاد، وهذا لا خلاف بين العلماء فيه" (1) .
أدلة هذا القول:
1 -حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أَو أنزلته في كتابك، أو عَلَّمْتُه أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحًا) (2) .
(1) بدائع الفوائد (1/ 138) ، وانظر: شفاء العليل (2/ 278) .
(2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (6/ 246) ح (3712) ، وابن حبان في صحيحه (3/ 253) ح (972) ، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 169) ح (10352) ، والحاكم في مستدركه (1/ 690) ح (1877) ، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه، فإنه مختلف في سماعه عن أبيه"، وتعقبه الذهبي بقوله:"وأبو سلمة لا يدرى من هو ولا رواية له في الكتب الستة"، وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 136) ، وقال:"رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ... والطبراني، ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني، وقد وثقه ابن حبان".
والحديث صححه ابن حبان والحاكم -كما تقدم- وابن القيم كما في شفاء العليل =