ونحوه عند أحمد عن أنس، وعند الطبراني في"الأوسط"عن أبي أيوب الأنصاري من طريق مسلمة بن علي وهو ضعيف، وعند ابن أبي الدنيا في كتاب المنامات عن أبي أيوب أيضاً، ذكر رواياتهم في"الحاوي".
عن عبد الرحمن بن سلامة عن أبي رهم عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً.
قال الهيثمي في"المجمع" (2/ 327) :"وفيه مسلمة بن علي، وهو ضعيف"، وكذا قال السيوطي في"الحاوي" (2/ 170) .
قلتُ: بل هو واهٍ متروك كما في"الميزان"و"ديوان الضعفاء"و"التقريب"وغيرها؛ فإسناده ضعيف جداً.
وله طريق أخرى موقوفة، أخرجها ابن أبي الدنيا في كتاب"المنامات"عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن المبارك عن ثور بن يزيد عن أبي رهم عن أبي أيوب، قال: «تُعْرَضُ أَعْمَالَكُمْ عَلَى الْمَوْتَى، فَإِنْ رَأَوْا حَسَناً فَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا، وَإِنْ رَأَوْا سُوءً قَالُوا: اللَّهُمَّ رَاجِعْ بِهِ»
وسنده ضعيف، فيه ابن إسحاق مدلّس وقد عنعنه، وشيخ ابن أبي الدنيا هو محمد بن الحسين البرجلاني، روى عنه جماعة كما في"الجرح والتعديل"، وذكره ابن حبان في"التقات"كما في"لسان الميزان"، وقال الحافظ الذهبي في ترجمته في"الميزان" (3/ 522/ ترجمة: 7414) :"أرجو أن يكون لا بأس به، ما رأيتُ فيه توثيقاً ولا تجريحاً، لكن سُئل عنه إبراهيم الحربي، فقال: ما علمتُ إلّا خيراً"، وقال في"اللسان" (5/ 137) :"وما لذكر هذا الرجل الفاضل الحافظ (يعني في الضعفاء) ؟!". لكن رواه ابن المبارك في"الزهد" (443) : أخبرنا ثور به، وصححه الألباني في"الصحيحة" (2758) ، وهو في حكم المرفوع لأنه لا يقال بالرأي، والله أعلم.
وله طريق أخرى رواها سلاّم الطويل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي رهم به مرفوعاً بلفظ: «تُعْرَضُ عَلَى الْمَوْتَى أَعْمَالَكُمْ، فَإِنْ رَأَوْا خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا وَقَالُوا: اللَّهُمَّ هَذِهِ نِعْمَتُكَ فَأَتْمِمْهَا عَلَى عَبْدِكَ، وَإِنْ رَأَوْا سَيِّئَةً قَالُوا: رَاجِعْ عَبْدَكَ فَلا تُخْزُوا مَوْتَاكُم بِالْعَمَلِ السيء فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ» .
أورده ابن حبان في"المجروحين" (1/ 336) في ترجمة سلام الطويل وقال:"يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها"، والله أعلم.