فهرس الكتاب
الصفحة 242 من 447

قال في"القاموس":"معناه- والله أعلم- أنه يمدح الإِنسان فيصدق فيه حتى يصرف قلوب السامعين إليه، ويذمه فيصدق فيه حتى يصرف قلوبهم أيضاً عنه".

• السحر في الشرع:

فالسحر يرجع في معناه إلى الخفاء واللطافة، وإلى الخداع والتمويه، وإلى التلهية والتعليل، وإلى الصرف والاستمالة، وعرفه الجصاص في"أحكامه"بقوله:"كل أمر خفي سببه، وتخيل على غير حقيقته، وجرى مجرى التمويه والخداع" (1/ 42) .

وقال ابن العربي في"أحكامه":"حقيقته أنه كلام مؤلف يعظم به غير الله تعالى، وتنسب إليه فيه المقادير والكائنات" (1/ 14) .

• أنواع السحر:

ونوع الراغب في"مفرداته"السحر إلى ثلاثة أنواع، ونوعه الفخر الرازي في"تفسيره"إلى ثمانية تدخل فيها أنواع الراغب، ونحن نلخصها فيما يلي - توضيحاً لمعناه، وتفصيلًا لأحكامه-:

أنه قدم رجلان من المشرق فخطبا، فعجِبَ الناسُ لبيانهما، فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن من البيان لسحراً- أو:- إن بعض البيان سحر» .

وأخرجه البخاري (9/ 251/ 5146) أيضاً عن قبيصة عن سفيان، والترمذي (6/ 175 - 176/ 2097) عن قُتيبة عن عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن زيد به. وقال الترمذي:"حديث حسن صحيح".

وأخرجه مسلم (2/ 594/ 869) عن أبي وائل، قال: خطبنا عمّار، فأوجز وأبلغ، فلما نزل، قلنا: يا أبا اليقظان! لقد أَبْلَغْتَ وأوجزت، فلو كُنْتَ تَنَفَّسْتَ! فقال: إني سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:"إنّ طول صلاة الرجل، وقِصَر خُطبته؛ مَئِنَّةٌ من فقهه، فاطيلوا الصلاة وأقصروا الخُطبة، وإنّ من البيان سِحْراً".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام