فهرس الكتاب
الصفحة 400 من 447

وقال: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6] .

قال الراغب:"رهقه الأمر: غشيه بقهر".

وبين المفسرون للآية استعاذة العرب بالجن التي هي من معنى العبادة، فقالوا- واللفظ للكشاف-:"إن الرجل من العرب كان إذا أمسى في واد قفر في بعض مسايره، وخاف على نفسه، قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه (يريد: الجن وكبيرهم) ؛ فإذا سمعوا بذلك؛ استكبروا، وقالوا: سُدنا الجن والإِنس. فذلك رهقهم، أو فزاد الجن والإِنس رهقاً بإغوائهم وإضلالهم لاستعاذتهم بهم".

• معنى النشرة وحكمها:

والنشرة في كلام العرب- بضم فسكون- من النشر بمعنى التفريق، وهي تعويذ ورقية يعالج بها المريض والمجنون، تقول: نشرت المريض: إذا قرأت عليه كلمات أوكتبتها له ليعلقها تميمة أو ليمحوها ويشربها ويدهن بها، ونشرت عنه نشراً ونشرت تنشيراً: إذا رقيته بالنشرة، كأنك تفرق عنه العلة، وتطلق النشرة على السحر؛ كما في"معالم السنن"عن الحسن (4/ 220) .

وأنشد جرير:

أَدْعُوكَ دَعْوَةَ مَلْهُوفٍ كَأَنَّ بِهِ … مَسّاً مِنَ الْجِنِّ أَوْ رِيحاً مِنَ النَّشْرِ

وتطلق أيضاً على حل السحر عن المسحور.

فإذا كان ذلك الحل بسحر أيضاً، فمحظور؛ لما في"سنن أبي داود": أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَنِ النُّشْرَةِ، فَقَالَ: «هُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ» (205) .

(205) صحيح: =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام