الأصنام حبّاً لله لتقربنا إليه زلفى، فنزلت" (10/ 459) ."
وقد أرشدت هاته الآية إلى آية الصدق في دعوى حب العبد ربه، وأثبتت آية المائدة لهؤلاء المحبين أربع صفات، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة: 54] :
-فقوله: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} ؛ معناه: الإِخبار عنهم بالسهولة والتواضع في رحمة وعطف مع إخوانهم في الدين، وبعزة النفس وشرف القوة مع خصومهم في الدين، وعن هاتين الصفتين عبر في سورة الفتح بقوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] .
-وقوله: {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} : إخبار عنهم ببذل نفوسهم وأموالهم في نصرة الدين في مواطن الحرب بالسيف، وفي مواضع السلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
-وقوله: {وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} : إخبار عن عدم مبالاتهم بمن يغضبون من كلمة فيها رضى الرب.
ومجموع ما أفادته آيتا آل عمران والمائدة خمس صفات هي الدلائل على صدق المحبة لله، وهي: اتباع الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والتراحم مع الإِخوان في الدين، والشدة على الأعداء فيه، والقيام بكل ما يؤيد الدين، وعدم التقصير في الصدع بالحق مراعاة للناس.