فهرس الكتاب
الصفحة 295 من 447

وعن عمر بن الخطاب؛ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْعُمْرَةِ، فَأَذِنَ لَهُ، وَقَالَ: «لَا تَنْسَنَا يَا أَخِي مِنْ دُعَائِكَ» (115) . أخرجه الترمذي، وقال:"حسن صحيح". وفيه دلالة على أن سائل الدعاء قد يكون أفضل من المسؤول منه.

• الاحتياط في إجابة طلب الدعاء:

وينبغي طلباً للسلامة أن لا ينصب المطلوب منه نفسه للدعاء، وأن لا يعتقد أنه أفضل من الطالب.

وقد ذكر في"الاعتصام" [آثاراً في] امتناع الصحابة من الدعاء لمن سأله منهم، وأن امتناعهم ليس لذات الدعاء، وإنما هو لأمر زائد؛ قال:"هو أن يعتقد فيه أنه مثل النبي، أو أنه وسيلة إلى أن يعتقد ذلك، أو يعتقد أنه سنة تلزم، أو"

لي غلام، فأتيت به النَّبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فسمَّاه إبراهيم، فحنَّكه بتمرة ودعا له بالبركة، ودفعه إليَّ، وكان أكبر ولد أبي موسى.

وانظر:"تحفة المودود" (ص 27 - 28) لابن القيم رحمه الله تعالى.

(115) ضعيف: أخرجه أبو داود (1/ 235) ، والترمذي (10/ 7/ 3633) ، وابن ماجه (3894) ، وأحمد (1/ 240/ 195 و7/ 154 - 155/ 5229) ، وابن السني (387) وغيرهم، كلهم من طريق عاصم بن عُبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر- زاد الترمذي وأحمد في رواية: عن عمر- به.

وقال الترمذي:"حديث حسن صحيح"!

كذا قال! وفي إسناده عاصم بن عبيد بن عاصم بن عمر بن الخطاب، قد تكلَّم فيه غير واحد من الأئمة كما قال الحافظ المنذري في"مختصر السنن" (2/ 146) ، وضعفه جهابذة الفن؛ كما في ترجمته في"الميزان" (2/ 353 - 354/ ترجمة: 4056) ، ولخّص كلام أئمة الجرح والتعديل فيه الحافظ ابن حجر- على عادته- في"التقريب" (1/ 384) فقال:"ضعيف".

والحديث أورده شيخنا في"ضعيف [أبي داود" (322) ، والترمذي (715) ، وابن ماجه (630) ، و"الجامع الصغير" (6292) ] ، وأشار ابن تيمية في"مجموع الفتاوى" (1/ 326 - 327) إلى عدم ثبوته.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام