وعن عمر بن الخطاب؛ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْعُمْرَةِ، فَأَذِنَ لَهُ، وَقَالَ: «لَا تَنْسَنَا يَا أَخِي مِنْ دُعَائِكَ» (115) . أخرجه الترمذي، وقال:"حسن صحيح". وفيه دلالة على أن سائل الدعاء قد يكون أفضل من المسؤول منه.
وينبغي طلباً للسلامة أن لا ينصب المطلوب منه نفسه للدعاء، وأن لا يعتقد أنه أفضل من الطالب.
وقد ذكر في"الاعتصام" [آثاراً في] امتناع الصحابة من الدعاء لمن سأله منهم، وأن امتناعهم ليس لذات الدعاء، وإنما هو لأمر زائد؛ قال:"هو أن يعتقد فيه أنه مثل النبي، أو أنه وسيلة إلى أن يعتقد ذلك، أو يعتقد أنه سنة تلزم، أو"
لي غلام، فأتيت به النَّبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فسمَّاه إبراهيم، فحنَّكه بتمرة ودعا له بالبركة، ودفعه إليَّ، وكان أكبر ولد أبي موسى.
وانظر:"تحفة المودود" (ص 27 - 28) لابن القيم رحمه الله تعالى.
(115) ضعيف: أخرجه أبو داود (1/ 235) ، والترمذي (10/ 7/ 3633) ، وابن ماجه (3894) ، وأحمد (1/ 240/ 195 و7/ 154 - 155/ 5229) ، وابن السني (387) وغيرهم، كلهم من طريق عاصم بن عُبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر- زاد الترمذي وأحمد في رواية: عن عمر- به.
وقال الترمذي:"حديث حسن صحيح"!
كذا قال! وفي إسناده عاصم بن عبيد بن عاصم بن عمر بن الخطاب، قد تكلَّم فيه غير واحد من الأئمة كما قال الحافظ المنذري في"مختصر السنن" (2/ 146) ، وضعفه جهابذة الفن؛ كما في ترجمته في"الميزان" (2/ 353 - 354/ ترجمة: 4056) ، ولخّص كلام أئمة الجرح والتعديل فيه الحافظ ابن حجر- على عادته- في"التقريب" (1/ 384) فقال:"ضعيف".
والحديث أورده شيخنا في"ضعيف [أبي داود" (322) ، والترمذي (715) ، وابن ماجه (630) ، و"الجامع الصغير" (6292) ] ، وأشار ابن تيمية في"مجموع الفتاوى" (1/ 326 - 327) إلى عدم ثبوته.