فهرس الكتاب
الصفحة 257 من 447

بالجن؛ فإن حكمها وحكم الرقية واحد، كما قال ابن الشاط في"حاشية الفروق"، فكل ما ورد في أحدهما ينسحب على الآخر إذناً ونهياً.

• النهي عن الرقية:

1 -قال تعالى فيما يستعاذ منه: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [الفلق: 4] ، وهن السواحر يرقين بكلام فيه شرك وينفثن حال الرقي.

قال الجصاص في أحكامه عن قتادة:"إياكم وما يخالط السحر من هذه الرقى" (3/ 478) .

2 -وقال في التذكير بحال الاحتضار:" {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} [القيامة: 26 - 27] : إذا كان الراقي من الرقية، والاستفهام للإِنكار؛ أفاد ذم الرقية، ويكون المعنى كما قال الشاعر:"

هَلْ لِلْفَتَى مِنْ بَنَاتِ الْمَوْتِ مِنْ وَاقِي … أَمْ هَلْ لَهُ مِنْ حِمَامِ الْمَوْتِ مِنْ رَاقِي

وهذا المعنى للآية أحد قولين؛ فيها نظمهما الديريني في رجزه"التيسير"بقوله:

وقِيلَ مَنْ رَاقٍ لِمَنْ يَرْقِيهِ … مِنَ الرُّقَى لَعَلَّهُ يَسْقِيهِ

وَقِيلَ مَنْ يَرْقِي مِنَ الْمَلَائِكَهْ … بِالرُّوحِ هَلْ نَاجِيَةٌّ أَمْ هَالِكَهْ

3 -وعن زينب عن زوجها عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما؛ أنه قال لها: سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتَّوَلَةَ شِرْكٌ» [87] .

(87) صحيح: أخرجه أبو داود (2/ 154) ، وابن ماجه (3530) ، وأحمد (5/ 218 - 219/ 3615) ، وابن حبان (13/ 456/ 6090) ، والبغوي في"شرح السنة" (12/ 156 - 157/ 3240) من طرق عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحى بن الجزار، عن ابن أخي (في نسخة من"ابن ماجه": أخت) زينب امرأة عبد الله (زاد بعضهم: عن زينب) ، عن ابن مسعود به. وأخرجه الحاكم =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام