فهرس الكتاب
الصفحة 203 من 447

"من قال: مطرنا بنؤ كذا وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه مطر نوء كذا؛ فذلك كفر، كما قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ لأن النوء وقت، والوقت مخلوق، لا يملك لنفسه ولا لغيره - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ومن قال: مطرنا بنؤ كذا على معنى مطرنا في وقت كذا؛ فلا يكون كفراً، وغيره من الكلام أحب إلي منه".

نقله الحافظ في"الفتح" (2/ 419) ، وقال عَقِبه:"يعني: حسماً للمادة، وعلى ذلك يحمل إطلاق الحديث."

وحكى ابن قتيبة في كتاب"الأنواء"أن العرب كانت في ذلك على مذهبين؛ على نحو ما ذكره الشافعي"."

• ما جاء في اختصاص الله بالتصرف:

وهذا الحديث إنباء عن اختصاص الله بالتصرف في الكون؛ كما أنبأت عنه آيات آل عمران والأنعام والأعراف والقصص والمنافقون ... وكثير في معناها:

قال تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] ، {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} [الأنعام: 50] ، {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعراف: 188] ، {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] ، {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [المنافقون: 7] .

• عقيدة العامة في تصرف الأولياء:

ومن وقف على مقاصد الكثير من عوامنا في نسبة الأفعال إلى الأولياء وتصرفهم في الكون؛ لم يشك في انطباق الحالة الثانية عليهم؛ إذ يعتقدون أن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام