فهرس الكتاب
الصفحة 607 من 695

فلا تقل لو أني فعلت [لكان] كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان""

فاتك شيء من أمور الدنيا {فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا1 ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"2} فسر سيبويه"لو"بأنها حرف لما كان سيقع لو وقع غيرها، وفسرها غيره أنها حرف امتناع لامتناع، وقوله:"وقدر الله"بفتح أوله المخففين، ورفع الراء، وقيل: بتشديد الراء بصيغة الماضي، والله أعلم."

وقوله:"فإن لو تفتح عمل الشيطان"، أي: وساوسه المفضية لصاحبها الخسران، أما إذا أتى ب"لو"على وجه التأسف على ما فات من الخير، وعلم أنه لن يصيبه إلا ما قدر الله له فليس بمكروه، ومنه:"لو استقبلت من أمري من استدبر"3 وقال بعض العلماء - رحمهم الله تعالى - من عرف الحق والحقيقة سقط عنه لو وكيف4.

1 في"المؤلفات": (فلا تقل: لو أنني فعلت لكان كذا وكذا) , والمثبت هو الموافق لما في"سنن ابن ماجه".

2 [246 ح] "صحيح مسلم مع شرح النووي": (16/ 455- 456 , ح 34/ 2664) , كتاب القدر, باب في الأمر بالقوة وترك العجز ... و"سنن ابن ماجه": (1/ 31 , ح 79) المقدمة, باب في القدر. انظر بقية تخريجه في الملحق.

3 [247 ح] "صحيح البخاري مع الفتح": (3/ 504 , ح 1651) , كتاب الحج, باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف. و"صحيح مسلم مع شرح النووي": (8/ 412- 414 , ح 141/ 1216) , كتاب الحج, باب بيان وجوه الإحرام وأنه يجوز إفراد الحح ... والحديث عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-. انظر بقية تخريجه في الملحق.

4 هذه العبارة من العبارات المجملة فقد تحمل على أن المراد أن من عرف أن كل شيء بقدر الله لم يتلفظ بقوله: (لو كان كذا لكان كذا) , ومثله: (لو عرف الحق في صفات الله والإيمان بها لم يقل: كيف) , فيكون المراد أن عدم استعمال: (لو, وكيف) فيه كمال التوحيد, وهذا محمل حسن, ولعله الذي يريده الشارح, لأنه جاء به بعد الكلام عن لو وكراهة استعمالها في الاعتراض على القدر. وقد تحمل على أنها من عبارات الصوفية التي يعظم بها المريدون شيوخهم, فلا ينتقدونهم لأنهم في زعمهم قد عرفوا الحق والحقيقة, فلا يقال: لو أن الشيخ فعل كذا لكان أحسن, ولا يقال له: كيف فعلت كذا؟ وهو منهي عنه, وهذا محمل سيء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام