واعلم أن الرياء بأصل الإيمان أغلظ أبواب الرياء، وصاحبه مخلد في النار، وهو الذي يظهر الإسلام، ويبطن التكذيب، وهو النفاق الأكبر. والدرجة الثانية: أن يكون مصدقا بالله، ولكنه يرائي بالصلاة والزكاة والصوم، فهذا دون الأول. الدرجة الثالثة: الذي يرائي بالنوافل والسنن، ورد في الحديث:"أن أدنى الشرك أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل، وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله"1
خاتمة فيما يذهبه:
عن أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الشرك فيكم يعني: أيها الأمة أخفى من دبيب النمل، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره، تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم، تقولها ثلاث مرات"2
1 [183 ح] "مستدرك الحاكم": (2 / 291) كتاب التفسير."تفسير ابن كثير": (1 / 366) ,"حلية الأولياء"لأبي نعيم: (8 / 368) . والحديث عن عائشة- رضي الله عنها-. والحديث قال فيه الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي, وقال: عبد الأعلى قال الدارقطني: ليس بثقة. وقال ابن الجوزي في"العلل المتناهية" (2 / 823, ح 1378) : لا يصح. وضعفه الألباني كما في"ضعيف الجامع": (ص 502, ح 3432) . انظر بقية تخريج الحديث والحكم عليه في الملحق.
2 [184 ح] "مسند أبي يعلى": (1 / 60- 62, ح 58) ,"الأدب المفرد"للبخاري: (ص 242, ح 717) ,"مسند أبي بكر الصديق": (ص 55- 56, ح 18) . والحديث قال الهيثمي في"مجمع الزوائد" (10 / 223- 224) : رواه أبو يعلى من رو، الآية ليث ابن أبي سليم عن أبي محمد عن حذيفة وليث مدلس, وأبو محمد إن كان هو الذي روى عن ابن مسعود أو الذي روى عن عثمان بن عفان فقد وثقه ابن حبان, وإن كان غيرهما فلم أعرفه, وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني كما في"ضعيف الجامع": (ص 502, ح 3433) . وانظر بقية تخريجه في الملحق.