وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) 1.
وقال عبد الله بن المبارك2.
وهل بدل3 الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها4.
قوله: {وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} يعني: اتخذوه إلها5 لما اعتقدوا فيه البنوة والحلول اعتقدوا فيه الإلهية {وَمَا أُمِرُوا} في الكتب المنزلة الإلهية عليهم وعلى ألسنة أنبيائهم {إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً} 6 لأنه هو المستحق للعبادة7 {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} 8 أي: تعالى الله وتنزه عن أن يكون له شريك في العبادة9.
(1) سورة التوبة، الآية: 31.
(2) هو: عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي, إمام حافظ فقيه من أتباع التابعين, قضى حياته عابدا غازيا, وله كتاب قيم في (( الزهد ) )به عظات وتوجيهات, ولد سنة 118 هـ, وتوفي سنة 181 هـ. انظر ترجمته في: (( وفيات الأعيان ) ): (3/32) , (( تذكرة الحفاظ ) ): (1/274) , (( العبر ) ): (1/217) .
(3) في (( ر ) ): (وهل أفسد الدين) .
(4) انظر: (( تفسير القرطبي ) ): (8/120) , (( تفسير البغوي ) ): (2/286) . وانظر: (( الجوافي الكافي ) )لابن القيم: (ص 63) , وفيه: (وهل أفسد الدين إلا الملوك ... ) , و (( إغاثة اللهفان ) ): (1/509) , و (( جامع بيان العلم وفضله ) ): (1/200) . والبيت منسوب للهذلي.
(5) انظر: (( تفسير البغوي ) ): (2/286) .
(6) سورة التوبة، الآية: 31.
(7) انظر: (( تفسير الطبري ) ): (6/10/115) .
(8) سورة التوبة، الآية: 31.
(9) انظر: (( تفسير الطبري ) ): (6/10/115) , و (( تفسير البيضاوي ) ): (1/403, و(( تفسير ابن كثير ) ): (2/362) .