ولما رأى العبد الفقير إلى توفيق ربه ومغفرته - كاتب هذه الكلمات والسطور - حال الأمة هذه، بين سكوت علمائها وجهل أبنائها وانحراف كثير من دعاتها عن منهاج النبوة، وطغيان سلاطينها وكفر قوانينها وتكالب الأمم عليها من كل مكان، رام أداء النصيحة التي بايع أصحاب محمد محمداً صلى الله عليه وسلم عليها تنبيهاً للمسلمين وبراءة من القوانين وعبيد القوانين، عسى أن ينال بذلك معذرة رب العالمين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
ولعلي أسن بكتابي هذا سنة حسنة للدعاة في إظهار الدِّين وإعلانه بإبداء العداوة لهذه القوانين الشركية ولمن نافح عنها وحكمها وحماها ووالاها، وببيان وتفصيل النصح للأمة بذكر قوانين عبيد الياسق صراحة بأرقامها، وتسفيهها وبيان حقارتها وتَهَلْهُلِهَا وتناقضها ونقصها وفسادها وظلمها وجورها، وأن تحكيمها ضياع للأموال والحقوق وهدر للدماء والأرواح والنفوس وإماتة الدين والعقيدة وهتك للأعراض وإفساد للأنساب، حتى تظهر وتتعرى حقيقة محبيها وأوليائها علانية لكل واحد من الأمة، وبيان الموقف تجاههم وحكم موالاتهم أو التقرب إليهم أو العمل في شرطتهم وجيشهم وحرسهم ومباحثهم وأمنهم أو في أية وظيفة تعينهم على باطلهم وظلمهم أو فيها تطبيق قوانينهم أو نوع موالاة أو احترام لها ولموادها، وغير ذلك مما وفقنا الله عز وجل للتنبيه عليه في هذه الورقات، وله الحمد والمنة.