فهرس الكتاب
الصفحة 2 من 208

إذا عرفنا ذلك فإن مما لا يقره النقل ولا العقل أن يتشاغل بعض المصلحين في أزمنتهم عن تلك الفتن العظيمة ذات الخطر المستطير بغيرها مما هو أقل خطورة وأضعف انتشاراً، وأن يِميتوا الكلام عن ذلك الخطر إماتةً لا حياة فيها، بينما يُشعلون ويُضرمون المعارك الضارية بين المسلمين أنفسهم في قضايا هي أقل خطورة بكثير من فتن العصر الداهمة، بل هي في الحقيقة تبع للفتن العظيمة، وقد تزول بزوالها.

وإنَّ من الشرك والكفر الواضح المستبين في زماننا هذا؛ تنزيل القانون اللعين منزلة ما نزل به الروح الأمين على خاتم الأنبياء والمرسلين.

بل إنه يكاد يكون أعظم أنواع الشرك التي يجب أن يتصدى لها العلماء والمصلحون في هذا الزمان، خاصة في هذه البلاد التي نعمت بوصول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه إليها، فلا تكاد ترى قبراً أو ضريحاً تشدّ إليه الرحال، أو شجرة أو حجراً يُعبد مع الله تعالى، فلا يعقل - والحال كذلك - ولا يستساغ أبداً ما يفعله كثير من الدعاة من الدندنة ليل نهار على شرك القبور والأصنام وما حواليها، بينما هم قد قبروا الكلام عن شرك العصر وفتنة هذا الزمان من تحكيم قوانين الفرنجة، فلا يذكرون ذلك في محافلهم أو مجالسهم أو كتبهم إلا قليلاً قليلاً.

حتى إن كثيراً من المسلمين ما عادوا يعرفون عن كتب التوحيد والعقيدة ورسائلها إلا أنها كتب تحارب القبوريين والمشعوذين، أما الحكم والتشريع وما إلى ذلك فإن القضية عندهم فيها غبش كبير.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام