وقال سبحانه لمن أطاعه: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ} [التوبة: 28] ، وقال عز وجل: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} [النساء: 100] .
فبادر بالهجرة الواجبة على كل مسلم في كل زمان ومكان، واهجر كل ما يغضب ويُسخط مولاك الذي خلقك ورباك.
ومن هذه الوظائف والأعمال التي يجب عليك أن تهجرها وتجتنبها ولا ترتضيها لأهلك وأبنائك ...
[116] كما ذكر الحافظ ابن حجر فيمن يعجز عن التغيير عند إظهار الحاكم للكفر البواح - وقد أشرنا إلى قوله فيما تقدم - فتلك الهجرة تجب عند وجود دار الإسلام، وتستحب إذا وجدت دار أمان نسبي أحسن حالاً من دار المرء يستطيع إظهار دينه فيها أكثر، أما هجرة هذه الوظائف الباطلة فإنها من الهجرة التي تجب على المسلم في كل زمان ومكان لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (، الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ ما نهى الله عنه) أخرجه الإمام أحمد وغيره وقد ذكر ابن قيم رحمه الله تعالى أن على المرء المسلم هجرتان واجبتان لا تتعلقان بالدار فصلهما في الزاد (3/ 11) وأجملهما في النونية فقال:
واجعل لقلبك هجرتين ولا تنم فيما على كل امرئ فرضان
فالهجرة الأولى إلى الرحمن بالإخلاص في سر وفي إعلان
والهجرة الأخرى إلى المبعوث بالحق المبين وواضح البرهان
[117] من الدرر السنية جزء الجهاد ص 161.