واعلم كذلك أن من أهم معاني الشطر الثاني من الشهادتين - وهو"محمد رسول الله"- تحكيم الرسول صلوات الله وسلامه عليه، ويكون في زماننا بتحكيم دينه وسنته وأمره ونهيه، فذلك كله وحي من عند الله، قال تَعَالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ} ، وهذا قَسَمٌ من الله تَعَالى بنفسه العظيمة الجليلة، {حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 8] .
ولا يكفي تحكيم شريعة الله تَعَالى التي أُرسل بها محمد صلى الله عليه وسلم من كتاب وسنة، لا يكفي ذلك وحده وحسب لصحة إسلام المرء وإيمانه، بل لابد من انشراح الصدر لأحكامها والرضى بها والانقياد والتسليم المطلق لها، قال تَعَالى في آخر الآية السابقة: {ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} .