فهرس الكتاب
الصفحة 5 من 189

أما من جهة تحقق أصل الإيمان فلا بد أن نقول إن عمل القلب وقول اللسان والجوارح سواء، إذا تحقق الإيمان بهذه الثلاثة تحقق الإيمان، وإذا تحقق ضد الإيمان ونقيضه بنقض أحد هذه الأجزاء انتقض حينئذٍ الإيمان؛ لهذا نقول إن الإيمان أجزاء، وهذه الأجزاء هي عمل الباطن وقوله، وقول اللسان، وكذلك عمل الجوارح، إذا اختل واحد منها اختل الإيمان، وإذا انتفى واحد منها انتفى الإيمان بالكلية، كقولنا محمد بن زيد، فمحمد بن زيد هو محمد وهو ابن زيد وهو محمد بن زيد، سواء نسبناه لمحمد، أو نسبناه لأبيه، أو نسبناه لنفسه وأبيه، فقلنا محمد بن زيد أو ابن زيد أو محمد، فإذا مرض محمد فالذي مرض ابن زيد، وإذا مرض ابن زيد فالذي مرض محمد، وإذا مرض محمد وابن زيد فالذي مرض محمد بن زيد، وإذا مات محمد بن زيد فالذي مرض هذا وهذا ومات هذا وهذا، فإذا ثبت الكفر بالفعل فيثبت الكفر بعمل القلب، وكذلك بقول اللسان، ولا ننتظر ثبوت ذلك بالقلب أو الإفصاح عنه. ولهذا نقول: كما أن الإيمان يتحقق بقول اللسان وعمل الجوارح وعمل القلب كذلك أيضاً فإن الكفر يتحقق بأحد هذه الأجزاء، وهذا لازم إذا قلنا إن الإيمان متكون من هذه الأجزاء، فلا بد أن يثبت الكفر بورود المكفر على أحد هذه الأعمال، ومن خالف في ذلك فقد وقع في البدعة والضلال، والبدعة في ذلك متباينة، والطوائف في ذلك متباينون.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام