فهرس الكتاب
الصفحة 38 من 189

في قول المصنف رحمه الله: (باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان) الحب تقدم الكلام عليه، وحب الرسول صلى الله عليه وسلم هو أعظم الحب على الإطلاق؛ وذلك لتعلق العبادة بالمخبر عليه الصلاة والسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم هو المبلغ عن رب العالمين، فإذا نقص قدر المحبة فيه نقص قدر بلاغه للناس، وكذلك اتباعه، والله جل وعلا قد أمرنا باتباعه عليه الصلاة والسلام والاقتداء به، وكذلك توقي ما توقاه عليه الصلاة والسلام، ولا تتحقق الطاعة مع قصور المحبة، وتتحقق مع كمالها. يقول العلماء عليهم رحمة الله: إن المحبة التي شرعها الله عز وجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، على نوعين: محبة واجبة، أي: ما يكون فيها الإتيان بالتكليف الواجب، فما أمر الله سبحانه وتعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبلغه لعباده فهذه لا بد أن تنشأ عن محبة واجبة للنبي عليه الصلاة والسلام، وهو ما يلزم معه الإتيان بالواجبات واجتناب المحرمات. النوع الثاني: المحبة المستحبة: وهي التي ينشأ عنها فعل محبوبات يحبها المحبوب، مثل السنن، والنوافل وكثير من القربات، فإن الإنسان لا بد أن ينشأ فعله ذلك عن محبة في قلبه، وهذه المحبة تترد بين تلك المحبتين، ومن أطاع غيره من غير محبة فلا بد أن يكون أطاعه لسبب آخر وهو الخوف منه أو الرجاء فيه مع البغض له، وأعلى مراتب الطاعات هي الطاعات الناشئة عن محبة، وأما الطاعة الناشئة عن خوف والناشئة عن رجاء فإنها زائلة بزوال قوة الذي يخاف منه، وكذلك بزوال قدرته على الإنعام.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام