أورد المصنف رحمه الله قوله: (باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ، ومحبة الإنسان لأخيه ما يحبه لنفسه هي ضد ما يسمى بالطمع والجشع والشح، وما يسميه أهل العصر بالأنانية، وهذه المحبة القلبية ليس المراد بها المبادرة العملية، ولهذا ربط الإيمان بالمحبة، ومحل المحبة القلب، ولا يلزم من ذلك ألا يتحقق الإيمان حتى يعمل، فإذا اشترى الإنسان طعاماً لنفسه اشترى لجاره وإلا لا يتحقق له الإيمان، أو شرب أعطى جاره، أو اشترى سيارة اشترى لمن حوله لا، بل نقول: المراد بذلك هو عمل القلب (حتى يحب لأخيه) ، يعني: يحب إذا اشترى سيارة أن يكون لفلان سيارة، اشترى بستاناً أن يكون لفلان بستاناً، تحقق له الخير يحب أن يكون له مثله، هذه المحبة القلبية علامة على الإيمان، وأما الأمر الآخر وهو الإيثار فهو مسألة أخرى.