الصفحة 9 من 108

اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم"ألا وإن من كان قبلكم يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك"رواه مسلم."

-كان الناس من عهد آدم إلى نوح عليهما الصلاة والسلام عشرة قرون على التوحيد كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، ثم حدث الشرك في عهد نوح، وذلك لمّا غلوا في الصالحين الذين كانوا فيهم وماتوا، وصوّروا صورهم، وعظموهم فوق حدّهم، وهذا أيضا هو سبب الشرك في القديم والحديث، فعباد القبور والمستغيثين بالأموات إنما أشركوا بغلوهم في الأنبياء والصالحين أولا.

-أنه ليس ببعيد وقوع الشرك في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقد قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام إمام الموحدين الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع ملته"واجنبني وبني أن نعبد الأصنام"فخافه على نفسه وهو من هو، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن فئام من أمته ستعبد الأوثان وستضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة، وهو صنم من أصنام الجاهلية.

2.توحيد الربوبية:

-وهو إفراد الله تعالى بأفعاله، من الخلق والرزق والإحياء والملك والتدبير وغيره.

-وهذا النوع أقر به المشركون كما قال تعالى"ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله"ولكن لم ينفعهم ذلك، ولم يدخلهم في الإسلام، لأنهم لم يأتوا بالنوع الأول، وقلة من الكفار هم الذين ينكرون هذا النوع.

-وتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية، فإن الشخص إذا أقر بأن الله تعالى هو الخالق المدبر لزم من هذا أن يعبده عقلا، ولكن الواقع من المشركين خلاف هذا، فهم لأنهم لا عقول لهم يقرون بأن الله تعالى هو الخالق ولكن لا يوحدونه بالعبادة.

3.توحيد الأسماء والصفات:

وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تحريف ولا تأويل.

والتأويل هو صرف ظاهر آيات الصفات عن ظاهر معناها إلى معنى آخر باطل مثل تأويل استوى بمعنى استولى وهو التحريف.

والتعطيل هو حجد صفات الله ونفيها.

والتشبيه هو تشبيه صفات الله بصفات خلقه وكذا التمثيل.

والتكييف وهو تحديد كيفية صفات الله تعالى.

وهذا النوع أقر به مشركوا قريش، ولم يعرف عنهم إنكار له إلا في اسم الرحمن خاصة، ومع ذلك لم يدخلهم ذلك في الإسلام.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام