الثالث: الإخلاص المنافي للشرك، قال تعالى"وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء"وقال صلى الله عليه وسلم"أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه"رواه البخاري.
الرابع: الصدق المنافي للكذب، قال تعالى"ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون"وقال صلى الله عليه وسلم"ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار"متفق عليه.
الخامس: المحبة لهذه الكلمة ولما دلّت عليه واقتضته، قال تعالى"ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله"وقال صلى الله عليه وسلم"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ نجاه الله منه كما يكره أن يقذف النار"رواه البخاري.
السادس: الانقياد بحقوقها، وهي الأعمال الواجبة، قال تعالى"وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له"وقال تعالى"ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن".
السابع: القبول، قال تعالى"إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون".
الثامن: الكفر بالطاغوت، قال تعالى"فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى"وقال صلى الله عليه وسلم"من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله"رواه مسلم.
-من نطق بالشهادتين وهو غير عالم بمعناها، ولا عامل بمقتضاها أو فعل شيئا من نواقضها، لم تنفعه بالإجماع، فمن نطق بها وعبد غير الله لم تنفعه، لأنه لم يعمل بمقتضاها.
-من لم يقر بالشهادتين لم يثبت له اسم الإيمان ولا حكمه في الدنيا ولا في الآخرة.
-الشريعة الإسلامية أشد الشرائع في التوحيد، وأسمحها في العمل.
-أن الشريعة جاءت بسد الذرائع المفضية إلى الشرك، حماية وصونا لجناب التوحيد من أن يُنقض، ومن ذلك أنها جاءت بعدم تعظيم القبور أو البناء عليها أو الصلاة عندها، وأيضا جاءت بعدم الغلو في الصالحين، وتحريم التصوير وغير ذلك.
-اتخاذ قبور الصالحين والأموات مساجد من فعل اليهود والنصارى الذين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتباع سننهم والتشبه بهم، سواء أبُني عليها مسجدا أم صلي عندها فقط بدون بناء، حتى ولو كانت الصلاة لله تعالى، فإن كل ذلك من اتخاذها مساجد، وذلك لما يفضي إليه من الشرك، ويكون ذريعة لعبادة صاحب القبر، وهذا هو الواقع، فما وقع من وقع في عبادة القبور إلا بعد أن اتخذوها مساجد وعظموها، وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال:"أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله"وقال صلى الله عليه وسلم"لعنة الله على اليهود والنصارى"