فهرس الكتاب
الصفحة 158 من 207

سلم من الشرك الأكبر فإنه قد لا يسلم من الشرك الأصغر الذي يكون في القلوب وهذا مما يعطي المؤمن الحذر الشديد» [1] .

وقد جاء في حديث أبي سعيد مرفوعًا: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟» قالوا: بلى قال: «الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي

فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل» [2] ، وهنا قد يظهر فارق بسيط بين الشرك الخفي والشرك الأصغر، وهو أنه يعمل العمل لله ولكن يزيد فيه صفة ما لأمر في قلبه من ثناء أو حب رياسة أو نحو ذلك، يقول الشيخ سليمان بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله: -

«فسر الشرك الخفي بهذا أن يعمل الرجل العمل لله، ولكن يزيد فيه صفة كتحسينه وتطويله ونحو ذلك، لما يرى من نظر رجل فهذا هو الشرك الخفي وهو الرياء والحامل له على ذلك هو حب الرياسة والجاه عند الناس» [3] .

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله: - «سماه خفيًّا لأن صاحبه يُظهر أن عمله لله، وقد قصد غيره، أو شركه فيه بتزيين صلاته لأجله» [4] فهو لشدة خفائه، وصعوبة التخلص منه لما يزينه الشيطان والنفس الأمارة في قلب صاحبه، وقوة الداعي إليه خافه الرسول على أمته، وشبه شدة خفائه كدبيب نملة سوداء على صفاء سوداء في ظلمة الليل فقال - صلى الله عليه وسلم: «الشرك في هذه الأمة أخفى من

(1) إعانة المستفيد (1/ 97) .

(2) رواه أحمد في مسنده (3/ 30) ، وابن ماجه في السنن، رقم (4204) .

(3) تيسير العزيز الحميد (ص: 537) .

(4) فتح المجيد (ص: 435) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام