الشرح
ثم ذكر المؤلف -رحمه الله- بعض الأدلة على هذا الأصل وهو قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18] .
{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} : المساجد هي المواضع التي بنيت للصلاة والعبادة وذكر الله، أو أعضاء السجود، فلا تدعو فيها أو بها مع الله أحدا [1] . فقوله تعالى: {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} : هذا نهي عام يتناول كل مدعو من ملك أو نبي أو غيرهما فإن (أَحَدًا) نكرة في سياق النهي وهي تعم، وأمثال هذه الآية كثير، كقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} [الجن: 20] .
وفي حديث معاذ الذي في الصحيحين: «فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا» [2] .
(1) حاشية ابن قاسم على ثلاثة أصول (ص:18) .
(2) أخرجه البخاري، كتاب الجهاد باب اسم الفرس والحمار رقم (2856) وفي كتاب التوحيد باب ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى توحيد الله رقم (7373) ، ومسلم في كتاب الإيمان، رقم (30) .