فهرس الكتاب
الصفحة 95 من 207

أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم وهو أعظم من الأول كما قال بعض العلماء الحكماء ليس الشأن أن تحب إنما الشأن أن تحب.

وقال الحسن البصري وغيره من السلف: زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية» [1] .

وقال السعدي -رحمه الله - في معنى هذه الآية:

«هذه الآية هي الميزان التي يعرف بها من أحب الله حقيقة ومن ادعى ذلك دعوى مجردة، فعلامة محبة الله، اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي جعل متابعته وجميع ما يدعو إليه طريقاً إلى محبته ورضوانه فلا تنال محبة الله ورضوانه وثوابه إلا بتصديق ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الكتاب والسنة وامتثال أمرهما واجتناب نهيهما، فمن فعل ذلك أحبه الله وجازاه جزاء المحبين وغفر له ذنوبه وستر عليه عيوبه» [2] .

وأما الثالث: فهو توحيد الذات والأسماء والصفات وقال تعالى:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[سورة الإخلاص].

الشرح

النوع الثالث من أنواع التوحيد هو توحيده سبحانه في ذاته وأسمائه وصفاته. ومذهب الإمام محمد بن عبد الوهاب في توحيد الأسماء والصفات هو مذهب السلف - رحمهم الله - وهو: الإيمان بصفات الله وتعالى وأسمائه التي

(1) تفسير ابن كثير (1/ 358) .

(2) تفسير السعدي (ص:105) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام