فهرس الكتاب
الصفحة 18 من 207

الحمد يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواء كان إحسانا إلى الحامد أو لم يكن، والشكر لا يكون إلا على إحسان المشكور، فمن هذا الوجه الحمد أعم من الشكر لأنه يكون على المحاسن والإحسان وأما الشكر فإنه لا يكون إلا على الإنعام، فهو أخص من الحمد من هذا الوجه، لكنه يكون بالقلب واليد واللسان، ولهذا قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} ، والحمد إنما يكون بالقلب واللسان، فمن هذا الوجه الشكر أعم من جهة أنواعه والحمد أعم من جهة أسبابه [1] .

قال ابن القيم: السلام مصدر وهو من ألفاظ الدعاء. والله سبحانه وتعالى هو السلام، فهو السالم من كل نقص ومن كل تمثيل فهو الموصف بكل كمال المنزه عن كل عيب ونقص.

واختلف العلماء في معنى السلام المطلوب عند التحية على قولين:

الأول: أن السلام هنا هو الله - عز وجل - ومعنى الكلام: نزلت بركته عليكم، ونحو ذلك فاختبر في هذا المعنى من أسمائه سبحانه السلام دون غيره من الأسماء.

الثاني: أن السلام مصدر بمعنى السلامة وهو المطلوب المدعو به عند التحية. ومن حجة أصحاب هذا القول: أنه يأتي منكرًا فيقال: سلام عليكم ولو كان اسمًا من أسماء الله لم يستعمل كذلك. ومن حجتهم: أنه ليس المقصود من السلام هذا المعنى وإنما المقصود منه الإيذان بالسلامة خبراً ودعاء. وحقيقية هذا اللفظ:

(1) المرجع السابق, وانظر: تفسير ابن كثير (1/ 22) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام