قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 21] ، ولا شك أن الدليل لا بد أن يكون غير المدلول.
4 -أن مدلول توحيد الربوبية ومعناه مدلول علمي أما مدلول توحيد الألوهية ومعناه فهو مدلول ومعنى عملي، وفرق بين المدلولين وهذا الفرق يشعر به الإنسان من نفسه فالخوف والرجاء والمحبة ونحو ذلك غير إثبات أن الله هو الخالق الرازق والمحيي ونحو ذلك.
5 -أن توحيد الربوبية هو توحيد الله بأفعاله، ومهمة العباد في هذا التوحيد هو التصديق والاعتقاد بموجبه، لأنها أخبار من الله، أما توحيد الألوهية فهو توحيد الله بأفعال العباد من الخوف والرهبة والمحبة والصلاة والصوم ونحو ذلك فمهمة العباد في هذا التوحيد: القصد والعمل. وفرق بين ما يوجب الاعتقاد والعلم وما يوجب القصد والطلب والعمل.
6 -أن الألوهية متضمنة للربوبية من دون عكس، ومتضمنة أيضًا لتوحيد الأسماء والصفات، والربوبية تستلزم الألوهية، وهذا يدل على أن الألوهية خارج مدلول الربوبية لكن لا يتحقق مدلول الربوبية بكماله وتمامه إلا بالألوهية.
الشرح