وفي الكفار آيتان، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم، وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله.
فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدًا؛ لأنهم منسوبون إليه، وإلى نصرته وموالاته وهم أعداؤه في الحقيقة يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وإصلاح، وهو غاية الجهل والإفساد [1] .
اختلف علماء اللغة في أصل النفاق، فقيل: إن ذلك نسبة إلى النفق وهو: السرب في الأرض، لأن المنافق يستر كفره ويغيبه، فتشبه بالذي يدخل النفق يتستر فيه.
وقيل: سمّي به من نافقاء اليربوع، فإن اليربوع له جحر يقال له: النافقاء، وآخر يقال له: القاصعاء، فإذا طلب من القاصعاء قصع فخرج من النافقاء، كذا المنافق يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي يدخل فيه، وقيل: نسبة إلى نافقاء اليربوع أيضًا لكن من وجه آخر وهو إظهاره غير ما يضمر وذلك أنه يخرق الأرض حتى إذا كاد يبلغ ظاهر الأرض ترك قشرة رقيقة حتى لا يُعرف مكان هذا المخرج،
فإذا رابه ريب دفع ذلك برأسه فخرج فظاهر جحره تراب كالأرض وباطنه حفر، فكذلك المنافق ظاهره إيمان وباطنه كفر [2] .
(1) انظر: مدارج السالكين (1/ 355) .
(2) نواقض الإيمان الاعتقادية (2/ 148) .