فهرس الكتاب
الصفحة 91 من 207

الذين يعبدون مع الله إلهًا غيره لا ينتفعون بهم أبدًا في الدنيا ولا في الآخرة ولهذا قال: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [1] .

وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج: 62] ، والآيات معلومات.

الشرح

في هذه الآية دليل على وجوب تجريد التوحيد لله واستحقاقه له وحده سبحانه من العباد وقد ذكر سبحانه وتعالى بعد هذه الآية جملة من أفعاله سبحانه التي أقر بها المشركون احتجاجًا عليهم بهذا الإقرار على وجوب إفراده سبحانه بالعبادة. قال ابن كثير -رحمه الله- [2] : « {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} الذي لا تنبغي العبادة إلا له ذو السلطان العظيم الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .. {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} ، أي: من الأصنام والأنداد والأوثان وكل ما عبد من دونه تعالى فهو باطل لأنه لا يملك ضرًّا ولا نفعًا» ، إلى أن قال: «ومعنى الكلام كيف تجعلون لله أندادا وتعبدون معه غيره وهو المستقل بالخلق والرزق والتصرف ... » فالله سبحانه وتعالى هو الحق وعبادته وحده هي الحق وعبادة غيرة باطلة. وهذا هو

(1) انظر: تفسير ابن كثير (2/ 507) .

(2) تفسير ابن كثير (3/ 233) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام